يتردد علي اسماعنا دائما ونقرئه ايضا موضوع يخص
العقل الباطن والعقل الواعي او الظاهر ومدي تأثيرهم
علي حياتنا
اسرار العقل الظاهر
إن العقل الظّاهر هو العقل الواعي، وهو الذي يعالج المعلومات باستمرار
وسلاسة، ويتحكم في قراراتنا، وعندما سؤل عالم النفس (ستيفن بينكر)
عن كيفيّة ظهور الوعي قال:” إن الوعي أشبه بعاصفة تهب في دماغنا”
إنّ العقل الظّاهر كما قال البروفسور (مارفين مينسكي) -وهو أحد مؤسّسي
الذكاء الصناعيّ- ” إنّ العقل أشبه بمجتمع من العقول بنماذج فرعية مختلفة
يحاول كل منها التنافس مع الأخرى”، والعقل الظّاهر يؤدي دورًا مهمًا في سلوك
الإنسان.
يعدّ العقل الظّاهر المسؤول عن الإدراك، ومن خلاله يمكن فهم العالم من حولنا
وتفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى الدّماغ، فمن خلال العقل الظّاهر
تتم عملية الإدراك التي تساعد على تنظيم المعلومات ومعالجتها وذلك من خلال
الخبرات السّابقة للفرد.
والعقل مصطلح يطلق على نظام الخلايا العصبية، وله وظيفة معنوية، إذ يقوم بمعالجة
المعلومات ونشاطها في المخ، ويُعتبر العامل المنظم للشخصية وما تملك من أفكار
ومعتقدات.
يساعد العقل الظاهر على معالجة عدة أمور في نفس الوقت حيث أن الانتباه والتّركيز
لا يمنع العقل الظّاهر من الاستمرارية في الحديث مع شخص آخر، ولتوضيح ذلك نذكر
المثال الآتي، تخيّل أنّ أحد الأفراد يقود سيارة وبجاوره أحد أصدقاءه يتبادل معه الحديث
وبنفس الوقت هو يسير في شارع ضيق ويوجد هناك شاحنة ستمر أمامه، والسماء
تمطر بغزارة، وفي مثل ذلك يمكنه أن يمضي في طريقه ويتوقف عند الإشارة الضّوئية
أو يتوقف لتمرير أحد المشاة، كل ذلك يفعله العقل الظّاهر دون أي تردد أو توقف
عن
الحديث مع زميله، إنّ العقل الظّاهر يقوم من خلال إداركه للأمور بمعالجة جميع الأمور
التي تظهر أمامه وذلك وفقًا لإدراك الفرد وطريقة تفكيره.
يُطلق العالم “سيجموند فرويد” على العقل الظّاهر اسم الشّعور أو العقل الواعي، وعرّفه
بأنه الشّعور بالأحاسيس والخبرات التي يكون الفرد واعيًا بها في أي وقت، ويعتبر “فرويد”
أنّ العقل هو عبارة عن خزّان من المشاعر والأحاسيس والخبرات الذي يمر بها الفرد، ومن
الأمثلة على العقل الظّاهر، الشّعور بالدّفء أو الحرارة أو البرد، وإدراك ما يحيطه من أشياء
مثل، هذا قلم وهذا كتاب، وهذا الشّعور الواعي عبارة عن جزء صغير من مجمل الحياة
النّفسية والعقلية للفرد، كما وضح “فرويد” أن الدماغ يقوم بعمله بشكل أكبر بكثير من
العقل الواعي.
أسرار العقل الباطن
يتمتع العقل الباطن بقدرات هائلة، فهو الملهم الأساسي للإنسان، فهو الصندوق
المليء بالذكريات والصور والأسماء والحقائق المختزنة في ذاكرتك، والعقل الباطن
هو المسؤول عن التحكم في جميع الأعضاء الداخلية من الأمعاء وضخ الدماء والحركات
اللإراديّة وعملية المضغ التي لا نتحكم فيها، فعندما تأكل قطعة من الخبز يحولها عقلك
الباطن إلى خلايا وعضلات وعظم، وهذا ما لا يستطيع إدراكه العقل الظّاهر، حيث أن
العقل الباطن يتحكم في جميع وظائف جسمك ويجد الحلول لكل مشكلة وظيفية يقع
بها جسمك، ومن أسرار العقل الباطن أنه لا يستطيع النوم ولا يرتاح من العمل فهو
يستطيع العمل دون تعب على مدار اليوم.
يمكن للعقل الظاهر أن يخبر الإنسان عند استلقائه للنوم، أنه يرغب في إنجاز مَهمّة
لم يستطع إنجازها خلال اليوم، ويمكن له أن يذكره بشعور ما قد أوقفه لما له
من تأثير
سلبي عليه، فيقوم العقل الباطن أثناء النّوم بمعالجة الأمر واتمام المهام بنجاح، إن
العقل الباطن يعتبر مصدر القوة الذي يضع الفرد في نطاق الكفاءة المطلقة، فهو المحرك
الرئيسي لطموحاته وأفكاره المثالية، هو الوحيد الذي يمكنه عزل الفرد عن المكان
والزّمان وهو الذي يحرر الفرد من الآلام والأحزان، ويعدّ العقل الباطن كتاب الحياة، فهو
لا يستطيع المجادلة ولكن يقوم بتنفيذ ما يطلبه الفرد دون مناقشة ولا يميز بين الخطأ
والصواب فهو عبد مأمور.
يعمل العقل الباطن يعمل وفق الأهداف التي حددها العقل الظاهر، فهو لا يهتم بطبيعة
هذه الأهداف من حيث صحتها أو خطئها، أو من حيث خيريّتها أو شرها، فالعقل الباطن
يعمل لإنجاح تلك الأهداف التي حددها العقل الظّاهر، فلو أراد شخص ما أن يكون ناجحًا
في عمله، ثريًا، ووضع الأهداف ورسم الخطط المناسبة، سيقوم العقل الباطن بالسّعي
الدؤوب ليكون ذلك الشخص ناجحًا وثريًا، فالشخص هو الذي يحدد ما إذا أراد أن يكون
ناجحًا
أو فاشلًا، والعقل الباطن هو آلية تحقيق تلك الأهداف، فهو يعمل على تمكينك من المعرفة
والتّفكير والتّصرف بفاعلية.
يمكن للفرد من خلال العقل الباطن خلق عالمه الذي يريد وذلك من خلال انعكاسات
أفكاره وتصوراته، فيمكن له من خلال تحديد الأفكار التي يريدها وأنواع السّلوك الذي
يريد أن يسلكه، أن يحدد ما هو السّلوك التي عليه القيام بتغيره، وبعدها يقوم الفرد
بالبحث عن الغاية الإيجابية التي استدعته على تغيير السّلوك، وما هي الدّوافع الإيجابية
وحتى يستطيع الفرد التّحكم في العقل الباطن عليه النظر على الايجابيات والابتعاد عن
السّلبيات، وبدون استعمال أي أداة نفي.
يوضح “فرويد” عملية العقل الباطن بأنه نشاط نفسي يظهرفي النّوم في صورة أحلام، ويمكن
أن يكون هذا الحلم بصورة مشوشة أو غير معقولة، أوأن تكون مضامينه تناقض أحيانًا كل
معرفتنا
بالواقع، ويعتبر العقل الباطن قراءة لما يدور في الأذهان من ذكريات ربما لا نعيها أو
تكون هذه
الأحلام واجهة تختفي وراءها الحقيقة، وهكذا نفرق بين العقل الظّاهر وأفكاره الواضحة لدينا
وإدراكنا لما نحن عليه وبين العقل الباطن ومكنوناته اللاشعورية، ويبدأ العقل الظّاهر بمقاومة
العقل الباطن للحلم وذلك لعدم رغبته بإظهار ما هو مقموع في العادة، إنّ العقل الباطن
له
قوة كافية في أثناء النّوم ليفرض نفسه على العقل الظّاهر.
اسرار العقل الظاهر والعقل الباطن
مايدور بين عقلك الواعي واللاواعي
سر العقل الظاهر والعقل الباطن